أشارت صحيفة “التلغراف” البريطانية إلى أن وقف إطلاق النار والإفراج عن الأسرى خطوتين محوريتين في المرحلة الأولى من خطة السلام الطموحة التي طرحها الرئيس الأميركي ترامب أواخر الشهر الماضي، مشيرة إلى أن وقف القتال والإفراج عن الأسرى قوبل بارتياح واسع النطاق من كلا الجانبين، إلا أنها لفتت إلى أن تحوّل هذه الهدنة إلى هدنة دائمة سيعتمد على التقدم المحرز في بقية بنود خطة السلام، التي تشترط انسحاب القوات الإسرائيلية، وأن تصبح غزة “منطقة خالية من الإرهاب والتطرف، لا تُشكّل تهديدًا لجيرانها”.
وأوضحت الصحيفة أنه رغم أن الجانبين أيدا الخطة فإن القليل جداً من التفاصيل تم الاتفاق عليها، مشيرة إلى أن “حماس”، على وجه الخصوص، تجاهلت، على ما يبدو، العديد من النقاط الأكثر إثارة للجدل حول مستقبل الحركة، أو كيفية حكم غزة في المستقبل، لافتة إلى أن نقاط الخلاف الرئيسية تشمل نزع سلاح “حماس” ونزع سلاح القطاع، وهما مطلبان واردان في خطة ترامب، ويمثلان هدفين أساسيين لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، ولم توافق “حماس” علناً على أي منهما.
ورأت أن من العقبات المحتملة الأخرى مدى تأثير “حماس” على حكم غزة، فبموجب خطة ترامب، ستوافق حماس على “عدم الاضطلاع بأي دور في حكم غزة، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر أو بأي شكل من الأشكال”، لكن الحركة ردت بأن أي خطط لمستقبل القطاع لا يمكن مناقشتها إلا من خلال “إطار وطني فلسطيني شامل” يشمل الحركة.
وأوضحت الصحيفة أنه بالتزامن ليس من الواضح ما إذا كان نتانياهو سيتمكن من التعايش مع خطة قد تفتح الباب أمام قيام دولة فلسطينية، بينما هناك شكوك أيضاً حول إدراج رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير في مقترح ترامب بإنشاء لجنة إشراف دولية.
واعتبرت أن الحرب المستمرة منذ عامين لم تدمر غزة وأصابت إسرائيل بصدمة نفسية فحسب، بل أعادت أيضًا تشكيل الشرق الأوسط، حيث أن سلسلة من الأحداث، التي انطلقت من هجمات 7 تشرين الأول من العام 2023 ورد إسرائيل عليها، أدت إلى تدمير “حزب الله” في لبنان تقريباً، وإسقاط بشار الأسد في سوريا، وتدمير البرنامج النووي الإيراني، موضحة أنه سواء صمد وقف إطلاق النار في غزة أم لا، فقد حول ترامب على الفور تركيزه إلى إيران، وقال للكنيست إنه مستعد لإبرام صفقة مع طهران.
وأشارت الصحيفة إلى أن حرب عزة ليست سوى واحدة من سبع حروب يدعي ترامب حلها منذ توليه منصبه في كانون الثاني، في حين قررت لجنة نوبل، الأسبوع الماضي، عدم منحه جائزة السلام التي يتوق إليها، معتبرة أن صمود خطته بشأن غزة، عند صدور القرار العام المقبل، سيُصعّب على اللجنة الخيار، موضحة أنه إذا كان في حالة جيدة، فقد يُحاول مواصلة زخمه في معالجة صراعات أخرى، لافتة إلى الحرب بين أوكرانيا وروسيا.