أشار عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب إيهاب حمادة، إلى أنّ “البعض يحاول التنظير وفرض واقع عبر الثمن الذي يدفعه الجنوب والجنوبيون عن لبنان، وكأنّ هذا الواقع مأثوم، فيما الحقيقة أنّ هذه المقاومة لم تحمي لبنان فحسب، بل حمت الأمة بأكملها وجغرافيتها وأنظمتها”، معتبرا أنّ “هذا الجنوب شكّل ولا يزال درعاً لكل الأمة أمام المشروع الإسرائيلي، الذي امتدت يده إلى أعمق العواصم العربية”.
وأكد في كلمة بحفل التخرج السنوي للطلاب في بلدة اركي الجنوبية، أن” القرى في هذه المنطقة ما زالت تنبض بالحياة بفضل تضحيات المجاهدين، فالأبناء الذين يرفعون اليوم شهاداتهم بالحبر الأزرق، مدينون لأولئك الذين وقّعوا بشهاداتهم بالدم الأحمر، ولولا المقاومة لما كان هناك بلد ولا كراسي ولا سلطات”، لافتًا إلى أنّ “البعض ما زال للأسف يستهدف المرتكزات التي حمت لبنان وصانت كيانه”.
ورأى حمادة أنّ “الحملة الأخيرة التي طاولت رئيس مجلس النواب نبيه بري، ومحاولة حصار المجلس النيابي تحت عناوين كاذبة تتذرّع بقانون انتخاب جديد، ليست سوى غطاء لتأجيل الانتخابات النيابية. وهذا الاستهداف المتعمّد، يتقاطع بوضوح مع الرسائل التي أرسلها العدو الإسرائيلي من خلال اعتداءاته الأخيرة”، متسائلاً: “هل يبدأ المشروع الإسرائيلي بكلامٍ في لبنان لتُثبّته الطائرات الحربية في سمائنا؟”.
وشدد على أنّ “ما يجري اليوم ليس صدفة، بل امتداد لمسارٍ قديم من محاولات النيل من المقاومة، لكنّ هؤلاء “حمقى”، لأنهم لم يقرأوا التجربة الممتدة من عام 1982 حتى اليوم، وكيف واجهت أعتى المنظومات والامبراطوريات وبقيت ثابتة على الأرض لم يزحزحها شيء”.
كما ركز على أن “المقاومة لا تحتاج إلى مئة عام لتُنتج قائداً عظيماً، بل تصنع القادة في عامٍ واحد، وهي التي تحترف العلم كما تحترف السلاح، وتحترف القتال كما تحترف البناء، وهي النموذج الذي يستهدفه المشروع الشيطاني اليوم أكثر من أي تفصيلٍ آخر”.
وذكر حمادة، أنّ “مواجهة هذا المشروع تكون بالثبات والانتماء، وبأن تبقى مقاعد الدراسة شاهدةً على ثقافة المقاومة، تماماً كما تبقى الساحات شاهدةً على تضحياتها”، خاتمًا: “نحن الذين نُبعث من رمادنا كطائر الفينيق، لا ننهزم، ولا نغيب، بل نزداد حضوراً وإيماناً، فالمقاومة هي التي تحمي الأمة وتمنحها كرامتها ومستقبلها”.