جعجع للمغتربين: الاستحقاق الانتخابي محطة مفصلية ومعركة تعديل المادة 112 مستمرة

أطلّ رئيس حزب “​القوّات اللبنانيّة​” ​سمير جعجع​ على المؤتمر السنوي لمقاطعة كندا في الحزب عبر تطبيق “زووم”، داعياً جميع المغتربين إلى أن “يكونوا على أهبة الإستعداد للإنتخابات النيابيّة المقبلة”.

ورد على بعض من يقولون تعليقاً على مطالبة “القوّات” بتعديل المادة 112 من ​قانون الإنتخاب​، “أنتم وافقتم على هذا القانون في حينه فلماذا تريدون تعديله اليوم”، قائلاً “نعم، وافقنا، لأنّ القانون كلَّه إيجابيّات وفيه هذه السلبيّة. وقبيل اقراره، رفض رئيس ​تيار الوطني الحر​ ​جبران باسيل​ الموافقة عليه إذا ما ألغيت أو تم تعديل هذه المادة، وكما جرت العادة في حينه، كان الثنائيّ الشيعي يسانده في كل ما يريد؛ لذلك رفض هو الموضوع ومعه حركة “أمل” و”​حزب الله​”، وكانت لديهم أكثريّةٌ نيابيّة، فأبوا المضيّ بالقانون إلا مع ضمّ المادّة 112. فوجدنا أنفسنا أمام خيارين: إمّا أن يطير القانون بكل ما فيه من إيجابيات، ونحن قد بلغناه بشقّ النفس، وترَون كم يمنح صحّةَ تمثيل، وإمّا أن نقبله بالمادّة 112 ونَعمل لاحقًا على إسقاطها، وهذا ما فعلناه والآن حان وقت إسقاط هذه المادة”.

ولفت الى انهم “يقولون لنا: أليس هذا “قانون عدوان” وأنتم أقررتموه؟ ونقول نعم أقررناه (من وراء ثِقَل دمكم)، لأنّكم لم تُبدوا مرونةً في التفاوض، وأصررتم على عزل المغتربين في دائرة سادسة عشرة في الخارج ومنعهم من ​التصويت​ للدوائر في لبنان. الآن آن أوانُ تعديل المادّة 112، ولحسن الحظّ لدينا أكثريّة، بل أكثريّة كبيرة في المجلس مع هذا التعديل. فماذا فعل رئيس المجلس ​نبيه برّي​؟ عطّل المجلسَ ورفض إحالة اقتراح القانون على الهيئة العامّة. هذه معركتُنا الجارية”.

وأشار إلى أنه “في موضوع المعركة الحاصلة اليوم حول المادة 112 من قانون الإنتخابات، سأضع نفسي في أسوأ الاحتمالات، لأفترض أنّنا لم ننجح في كل مساعينا لتعديلها لا هنا ولا هناك، حينها أطلب منكم أن تكونوا على أهبة الإستعداد للمجيء إلى لبنان والتصويت هنا”.

وشدد على أنه “يجب ألّا نتركهم يُعطّلوننا مهما يكن. رأيتم كم عدد الاحتمالات التي وضعناها نصب أعيننا ونعمل عليها لتأمين حقّكم؟ ولكن إذا لا سمح الله لم ينجح شيءٌ منها، أريدكم أن تكونوا حاضرين لنُريهم أنّه مهما حاولوا عرقلتنا، ففي نهاية المطاف وقت الخطر قوّات”.

أمّا في عمليّة الخيار الانتخابي، فرأى جعجع أن “لدينا مشكلة جوهريّة ينبغي معالجتُها”، معتبرا أن “مهما كثر الخصوم من الخارج، لا يمكنهم إصابتنا بأذى ما دام مجتمعُنا صاغ سليم، أي ما دامت حركتُه السياسيّة طبيعيّةً ومنضبطة. إحدى مشكلاتنا الرئيسيّة ويجب أن نبدأ بمعالجتَها الآن هي مشكلةٌ داخليّة: المواطن في مناطق حضورنا السياسي ما زال تقليديًّا في تفكيره السياسيّ ويجب العمل على تغيير هذا الواقع”.

واكد انه “يجب على المواطنين أن ينتخبوا على نحوٍ صحيح، مجموعةً كبيرةً قادرةً على التأثير في القرار؛ فلا ينبغي أن يكون لدينا أيُّ صوتٍ مهدور. لأن ما يضرّ البلاد ليس التصويتُ الخاطئ فحسب، بل أيضًا أصواتٌ ليست خاطئةً بحد ذاتها ولكنّها ضائعةٌ مهدورة، وهذا ما يضيّع البلاد”. وقال “ما يجب علينا أن نعمل عليه الآن: أوّلًا إقناعُ اللبنانيين واحدًا تلو الآخر بأنّه بدلاً من التباكي على البلد والهجرة وانعدام الأمان والطرقات والكهرباء والمياه والعمل فإن إصلاح ذلك كله بيدهم هم. فإذا أتيتَ بمجلسٍ كما يجب، صَحَّت الأمور؛ فالمجلس يمنح الثقةَ للحكومة أو يحجبها عنها”.

وسأل “متى سيصبح شعبُنا شعبًا “لديه مِن نفسِه”، لا يقبل طلبَ خدمةٍ من أحد، ويُمسك قرارَه بيده؟ مرّ علينا في لبنان الكثير، لكن هناك أمرًا واحدًا لم يستطع أحدٌ سلبَه منّا: أنّ لدينا، حقًّا ديموقراطياً كلَّ أربع سنوات، وفرصةً لتكوين السلطة، إلا أنّ اللبنانيّين لا يستعملون هذا الحقّ ولا يغتنمون هذه الفرصة، وهذه مصيبتُنا”.

ولفت جعجع الحضور إلى “أنني أطرح هذه المسألة الآن لأني أريد منكم أن تجعلوها في صلب حملاتكم الإنتخابيّة، قولوا للناس: علامَ تتباكون والحلُّ بين أيديكم؟ هل سرق نائبٌ من القوّات قرشًا؟ هل ارتكب وزيرٌ لـلقوّات خطأ؟ المثال أمامكم: تفضّلوا وصوّتوا. تحدّثوا بصوتٍ عالٍ وبجرأة، فلا “مسَلّة” تحت إبطنا، وليس هناك ما نخافه أو نخفيه؛ الحقائقُ معنا. تحدّثوا بهذه الصراحة. مسارُ الوطن يحتاج أجسامًا سياسيّةً كبيرةً، وأحزابًا وتجمّعاتٍ وازنةً ذات برامج تحدّد مسار البلد، فتُحاسَب على اساس ما الذي تحقّق وما الذي لم يتحقّق”.

وتابع: “نحن في القيادة الحزبيّة نقوم بما يجب لتأمين أفضل الظروف السياسيّة لكم، لكن أريدكم أنتم كحملاتٍ انتخابيّة أن تذهبوا مباشرةً إلى هذه النقطة، وتُحادثوا الناس فيها بكلّ جرأةٍ وصراحة؛ فهذه “العَوْرة” لدينا. قولوا ذلك للناس بثقة، وامنحوهم ثقةً بما تقولون، وشجّعوهم ليُصوّتوا حيث يجب. المشكلةُ الأساسيّة ليست في الصوت الخاطئ فحسب، وقد عُرف موضعُه، بل في الصوت الضائع الذي لا يودي إلى مكان: صوتٌ يذهب إلى أحدٍ ليس خاطئًا في حد ذاته، لكنّه يضيع عندما لا يكون له علاقة بالفعل بال​سياسة​، وهذا واحد من محاور حملتنا الرئيسيّة”.

أما بالنسبة إلى الأوضاع العامّة، فقال جعجع “لم يَحدُث يومًا أن عاد التاريخ إلى الوراء؛ فإيّاكم الاعتقاد بإمكانَ ارتداده؛ إنّه يمضي إلى الأمام دائمًا. وما يُحزنني أنّنا قادرون على التقدّم سريعًا، لكن بدفعٍ من أحداث الإقليم، لا بإرادةٍ من الداخل. في الداخل، من يتولّون السلطة اليوم “نيّاتهم” الجيدة موجودة، ولكن ليس الجميع يتصرف على قدرها. ومن هذا المنطلق، حين تأتي الأحداثُ من الخارج كما الآن تدفع الجميع دفعًا في ذاك الاتّجاه. فإذا سألتموني: ما هو اتجاهُ الأحداث في لبنان؟ وكم لدينا من أمل؟ أقول لكم: الأمل كبيرٌ جدًّا الآن. اتجاهُ الأحداث جيّدٌ في لبنان، نعم يأخذ وقتًا أطول ممّا ينبغي لكن لا عودةَ إلى الوراء؛ ستتقدّم الأمور ولو بسرعاتٍ متفاوتة”.

وتطرّق إلى الـ”State of the Union” في ما يتعلّق بـ”القوّات”، قائلاً: “من المهمّ جدًّا، قبل كلّ شيء، أن نرى نحن أنفسُنا كـقوّات أين نحن وما هو وضعُنا بدقّة، قبل الخوض في السياسات، داخليّةً كانت أم خارجيّة. وفي هذا السياق، صادف بالأمس أن حصلت انتخاباتٌ في جامعتين تُعطينا صورةً تامّةً عن State of the Union في ما يتعلّق بـالقوّات، الجامعة الأولى هي الـNDU والثانيّة الـLAU ، وأتصوّر أنّكم جميعًا تعرفونهما. في الـLAU هناك خمسةَ عشرَ مقعدًا بنظامٍ انتخابيّ One Man One Vote، وتدركون كم هو صعب هذا النوع من القوانين. وبالرغم من ذلك، من أصل خمسة عشرَ مقعدًا فزنا بخمسة عشرَ مقعدًا بالتمام، وهذا يعني، بالحدّ الأدنى، أنّ معنا خمسةً وسبعين بالمئة من الأصوات، على الأقلّ. أمّا في الـNDU، ونظامُها نسبي “Proportional” مع صوت تفضيلي تماماً كقانون الإنتخابات النيابيّة في لبنان، وفيها واحدٌ وثلاثون مقعدًا، فقد حصدناها كلّها، ما يَعني أيضاً أنّ لدينا، في الحدّ الأدنى، أكثرَ من خمسةٍ وسبعين بالمئة من الأصوات، علمًا بأنّ باقي الـفرقاء، يمينًا ويسارًا، 14 و8 آذار، قد تجمّعوا ضدّنا، ومع ذلك لم يستطيعوا أن ينتزعوا منا مقعدًا واحدًا لا في الـNDU ولا في الـLAU. لقد تطرّقت إلى هذه الانتخابات لأنّني دائمًا أُقدّم الواقع المَعيوش على التنظير؛ فالوقائع على الأرض هي التي تمنحنا فكرةً واضحةً عن موقعنا الفعلي”.

واضاف “ربّما أهمّ إنجازٍ حقّقناه منذ خمسين سنةً إلى اليوم على كثرة ما أنجزناه هو أنّنا بنينا حزبًا كهذا. فالمجتمعات لم يَعُد ممكنًا أن تقوم بلا أحزابٍ قويّةٍ واضحة المعالم، فإحدى مصائب مجتمعنا هي التشرذم، وأن السياسة لا تُمارَس كما يجب. فتأكّدوا تمامًا أنّ كلَّ اجتماعٍ تعقدونه في أيّ مركزٍ من مراكزنا، سواء في هاليفاكس أو مونتريال أو تورونتو أو غيرها، إنّما تساهمون عبره من حيث لا تدرون في بناءٍ “طويلٍ عريض” لبنانُ بأمسّ الحاجة إليه. وبالتالي فـالقوّات اللبنانيّة ضرورة. ومن خلال عملنا وتعبنا جميعًا، ومن خلال سلوكنا وممارساتنا، صرنا ضرورةً للبلد”.

ودعا الحاضرين إلى أن “يعتبروا أنهم حين يعملون للقوّات لا يعملون لأنفسهم فحسب، ولا لأنّهم قوّات، ولا لمجرّد المحبّة لها وهذا كلّه صحيح، بل فوق ذلك أنتم تصنعون فعلاً صالحًا للبلد ككل”. وقال: “أتوقّف هنا قليلًا. يهمّني دائمًا، عبر الأحداث والتاريخ، أن نأخذ العِبر ممّا مرّ بنا. وأن نعي أنّنا مجموعة. نحن لم نلتقِ لنصنع نائبًا صاعدًا أو آخرَ هابطًا، ولا لمكاسب معيّنة لا سمح الله ولا للتسلية. نحن مجموعةٌ تاريخيّة. بمعنى أنّنا نصنع التاريخ ونُسهم في صناعته بقدر ما آتانا الله من قوّة. هذه علّةُ وجودنا. ولولاها، ما كنتم لتكونوا هنا”.

ولفت الى انني “حاولتُ أن أقدّم عرضًا لجوانب حياتنا السياسيّة، خصوصًا ما يتّصل بـالقوّات اللبنانيّة. وبصراحة، أنا فخورٌ بكم جدًّ، بجميع رفاقنا وبكلّ الناس بكلّ المناطق، إنه أمر «يبيّض الوجه ويُكبّر القلب”. أشدّ على أيديكم وأقول: لا تستهينوا أبدًا بما تفعلونه في حياتكم اليوميّة؛ فالعملُ اليوميّ يطحن الإنسانَ طحنًا، وقد يبدو روتينًا، لكن كلَّ دقيقةٍ تمضونها في اجتماعاتٍ قوّاتيّة وتحركاتٍ قوّاتيّة إنّما تَصبّ من حيث لا تدرون في بناء القوّات ككلّ، ومن حيث لا تدرون أكثرَ فأكثر في بناء الوطن كلِّه، ومن حيث لا تدرون أكثرَ وأكثرَ وأكثر، في حفظ تراثكم وإرثكم: أمّكم وأباكم وجدّتكم وجدّكم والسلالة كلها التي حملتكم إلى هنا. أحيّيكم من كلّ قلبي، ويعطيكم مئة ألف عافية”.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

عاجل
"إنا لله وإنا إليه راجعون، البقاء لله، المرحوم السيد محمد ابو عاطف شكر النائب فضل الله من عيناثا وشقراء: الحكومة تتجاهل ما يحصل على أرض الجنوب بيان تجمع علماء جبل عامل خارجية السعودية: ندعو أفغانستان وباكستان لضبط النفس وتغليب الحوار ويتكوف: زرت غزة اليوم للتحقق من التزام السلطات الاسرائيلية باتفاق وقف إطلاق النار الشرطة الأميركية: نرجح مقتل 18 مفقودا إثر انفجار مصنع للذخيرة في أميركا مكتب رئيس الوزراء البريطاني: ستارمر سيتوجه إلى مصر لحضور قمة شرم الشيخ بشأن غزة "العربية": وفاة 3 دبلوماسيين من الوفد القطري بحادث مروري في مدينة شرم الشيخ المصرية وزير الدفاع الإسرائيلي: أمرت الجيش بالاستعداد لمهمة تدمير أنفاق حماس في غزة بعد إعادة الأسرى رئيس الوزراء الباكستاني دان الاستفزازات الأفغانية وتوعد برد قوي وفعال مصدر بحماس لـ"فرانس برس": الحركة لن تشارك في حكم غزة بالمرحلة الانتقالية التي تلي الحرب الهلال الأحمر المصري: إرسال 400 شاحنة تحمل نحو 9 آلاف طن مساعدات عاجلة إلى غزة مصدر لـ"تسنیم": إيران لن تشارك فی قمة شرم الشیخ غدًا رغم دعوتها نتانياهو: إسرائيل مستعدة لاستقبال جميع الاسرى المحتجزين في غزة الكرملين يحذر الغرب من لحظة تصعيد دراماتيكي في الحرب الأوكرانية: مسألة الصواريخ توماهوك تثير قلقا با... في صحف اليوم: زيارة الشيباني بددت الهواجس وبري ينصح بعدم الانتظار وهل يسعى سلام لتكوين كتلة نيابية؟ سلام اتصل بنظيره القطري معزيًا بالدبلوماسيين ضحايا حادث السير في شرم الشيخ الراعي دعا الجميع لتحمل المسؤولية الوطنية والأخلاقية: لبنان يحتاج اليوم إلى أمناء حقيقيين حمدان: نعيش يوميا نتائج الاعتداءات الإسرائيلية ولجنة المراقبة تلتزم الصمت فضل الله: نخشى أن يستغل العدو اتفاق غزة للتفرغ للبنان وندعو لإعلان حالة طوارئ سياسية ووطنية